Wednesday, December 20, 2006

تفاصيل تفاصيل حاجة تقرف

مشكلتي وأظنها مش مشكلتي لوحدي هي الكره الشديد للتفاصيل ...... أي تفاصيل جايز لأني ذكر والذكور أقل اهتماما بالتفاصيل من الإناث و جايز أو دا الأكيد علشان المقولة الصحيحة جدا اللي بتقول
(devil lies in details)
أو الشيطان يكمن في التفاصيل "دي ولا آية ولا حديث ولا ليها دعوة بالدين " بس جت في الجون وفي الثمانيات كمان.على فكرة واحد صاحبي قاللي إن الجملة دي هي من أبجديات المفاوضات و معاهدات السلام.

المشكلة إننا في الحياة اليومية غارقانين في التفاصيل ولا نكاد نفيق من تفاصيل شئ إلا عشان نتردم ورا تفاصيل شئ تاني كل دا من غير ما نكون شايفين الصورة الكبيرة ... يعني مثال كل واحد في مهنته بيبقى فيه تفاصيل كتير أوي عمال مشغول فيها ودي إزاي ودي ايه وده ليه وهو في الآخر بيشتغل لسبب ربما تلهيه هذا التفاصيل عنه أو ربما ينسى هو بيشتغل ايه فعلا من كتر تفاصيل الشغل الروتينية اللي ليها الابتكارية الخاصة بيها بعيدا عن الشغل نفسه يعني ممكن تلاقي واحد بيشتغل عشان يبني أسرة تكون نواه المجتمع وهو في الحقيقو بياخد رشاوي أو بيعطل شغل فلان عشان هو دايقة في معرفش ايه والحق حق. ولا واحدة من بتوع حقوق المرأة بتشتغل عشان تثبت نفسها وهي كل ما تخش على مديرها تتمايص عشان تمشي أمورها ولا تلبس مفتوح علىشان تترقى بسرعة ما هو أنا مش اقل من ميمي وتوتو ماهم كلهم بيلبسوا كده.

مثال تاني تلاقي في ناس كتير متدينين جدا ورايحين جايين عالمسجد وما بيفتوش سنة ويتناقشوا في مواضيع تفصيلية جدا إنما لو تسألهم عن العقيدة وواحد حاول ينكشهم كده ولا كده يقع على طول لأنه مش باني على أساس لا دا باني على تفاصيل و عكسهم ناس تانية علمانيين عمرهم ما بيصلوا و مشغولين بكتاب نزل لمفكر فرنساوي ولا انجليزي وكان قصده ايه بالمقطع ده وده وهنسهر فين الليلة وغارقانين في التقاصيل ويمكن لو واحد متدين ركز مع واحد من العلمانيين دول يلاقي إنه ولا فكره علماني ولا حاجة بس هو مخه اتشغل بالأفكار دي ولا اتربى في بيئة كده ومابقاش فاضي يفكر بعقليه صافية عن الصورة الكبيرة.

ولا واحد زيي متخرج من كلية صيدلة (اللي هم مفروض يخترعوا أدوية) وكل اللي يفكر فيه أشتغل مندوب ولا في صيدلية ولا في الخليج ولا معيد أنهي هيجيب أكتر عشان أعمل فلوس اتجوز بيها واشتري العربية دا العربيات غليت أوي ولا الحق اعمل نشروع بعدها يعيشني أنا ومراتي ..................كل ده وهو أصلا صيدلي يعني مهنته هي اللي يتوقف عليها وجود الدواء (ودي أحد عناصر الأمن القومي على فكرة) بس الصورة الكبيرة راحت ...عليها العوض في عصر التفاصيل

طب داحنا أيام الكلية أنا وحبة زملا فكرنا نعمل أسرة بأفكارنا و كانت الصورة واضحة للي عايزين نعمله بس حبه حبه دخلت تفاصيل الموضوع إزاي هنخلي الطلبة يخشوا معانا إيه الأنشطة اللي هتعملها مين الدكتور اللي هيبقى مشرف علينا وكل تفصيل يدخلنا في تفصيل لحد ما فكرة الأسرة الأساسية (من وجهة نظري أنا ) راحت خالص يعني تقريبا الأجيال اللي موجودة دلوقتي تعرف طشاش إحنا كنا عاملين الأسرة ليه.

فاكرين كل واحد فينا وهو صغير كان بيحلم بايه اللي بيحلم إنه يبقى مهندس واللي بتحلم إنها تبقى دكتورة يمكن بقوا بس مابقوش اللي كان نفسهم فيه خالص – الخواجة شوشو بهدل التفاصيل وخلانا كلنا نركز على أي حاجة إلا الصورة الكبيرة

الغريب يا أخيإن لما التفاصيل تبفى ماشية مع الصورة الكبيرة بتبقى النتيجة فظيعة (بس دي حالات نادرة)يعني بص على الشعر العربي القديم كده هتلاقي التفاصيل بتاعت البيت فيها روح الفكرة الرئيسية نفسها..............زي ماكنا بناخد في الشعر زمان لما يكون البيت حزين تلاقي الشاعر منقي كلام في شين وفاء كتير أو زي ماتلاقي فيلم بوليسي والكاميرا عماله تجري فيه بسرعة تقول دا الفيلم تفاصيله حلوة ليه لأنها ماشية مع الفكرة الرئيسية
بس على فكرة الشاعر والمخرج ده طلع ميتينه لغايه ماعرف يولف الفكرة على تفاصيل تنفعلها
إنما هنا في مصر التفاصيل بتقول إن المرتبات بتاعة المهنة الفلانية كويسة في بدلية العمر كله يجري عليها اللي بيحبها واللي مش طايقها واللي ماينفعش فيها كله عشان تفصيل صغير غير حياته كلها (ولو إنه مش صغير أوي يعني) بغض النظر بقى عن احتياج البلد للمهنة دي ولا مستقبلها ولا أي حاجة مش مشكلة المهم التفاصيل.

ربنا يكفينا شر التفاصيل وشر المستخبي فيها

6 Comments:

At 8:30 PM, Blogger إيمــــان ســعد said...

هههههههههه

شديدة يا بنى ادم

بس عندك حق فى موضوع ان ساعات الصورة الكبيرة بتتوه جوا التفاصيل

كل مرة باحاول الحق نفسى قبل ما اقع فى الغلطة ده

:)

و بعدين خسءت يعنى مش افتكرت اسرتنا الا بكده

يا عميل الكرنك

:)

تحياتي

 
At 2:03 AM, Blogger أحمد المصري said...

مش عارف نفسي الحق اثنى على موضوع قبل بنت سعد لكن عموما احييك على هذا البوست فأنت قد صغت ما نفكر فيه احيانا على شكل كلمات موزونة و فشلت انا من قبل في توضيح هذه الفكرة كتابه ..
قدرات هيا بقا هانقول ايه :)
احييك مرة اخرى

 
At 5:13 AM, Blogger بني آدم said...

بنت سعد
منورة المدونة
بس معلش يا حاجة........الحق مايزعلش

آدم المصري
مرور جميل لمدون أحترمه جدا
بس بلاش تريقة على فرق القدرات ياعم
:-)
أنا لسه بقول تاتا في التدوين

 
At 12:00 AM, Blogger أحمد المصري said...

ربنا يخليك يا بني ادم و الله لم اشعر بالتقدير من احد اكثر مما احسستها منك الان ..
عموما انا مش بتريق و الله اطلاقا ، لكن فعلا احيانا بتجيلنا افكار كتيرة عن حاجة احنا بنكون فاهمينها كويس لكن مش قادرين نصيغ ده في عبارات يفهمها الاخرون و في البوست ده فعلا انت نجت في اصاغة شيء صعب عليا اني اصيغه، هو الاعتراف بالعجز عن شيء عيب ولا فشل يعني ؟
شكرا مرة ثانيا على احترامك ليا يا بني ادم .

 
At 12:01 AM, Blogger أحمد المصري said...

نسيت اقولك معلشي مين ادم المصري اللي انت حاططله لينك ده :)

 
At 4:02 AM, Blogger أحمد المصري said...

اكتشفت الان ان فيه مدون اسمه ادم المصري و انت يبدوا انك خلطت بيني و بينه ..
عدل الاسم عندك احسن يقولوا اني منتحل شخصيته ولا حاجة

 

Post a Comment

<< Home