حينما تكون المصائب أجمل ما يقع للإنسان
قديما قالوا أن الحاجة أم الاختراع
وقديما جاء الإسلام الينا في ظروف حالكة حتى إذا ما تحسنت الأوضاع أيام ذو النورين - رضي الله عنه رغم أي أنف حقير- بدأ المسير الى الهاوية
وقديما قال نوح (رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا)فلما تحقق دعاؤه لم يزد ذلك الأرض إلا تحول أبناء المؤمنين إلى الكفر.
وقديما جاء ابو حنيفة و الشافعي وابن حنبل في أيام الانقلابات العسكرية والدسائس بين الأمين والمأمون وفتنة خلق القرآن
وقديما جاء رواة الحديث البخاري ومسلم والنسائي وابو داوود و البيهقي في وقت انهيار الدولة العباسية الأولى
وقديما جاء العز بن عبد السلام و ابن تيمية وابن القيم في عصر التتار حيث القتل بالآلاف والجرحى بالملاييين والفتنة على أشدها
وقديما ظهر صلاح الدين ليحرر القدس وظهر يوسف ابن تاشفين ليعيد الأندلس من أيدي الفونس السادس وجاء قطز ليهزم التتار
وحديثا..... لم ينتصر المصريون منذ ايام محمد على إلا في 1973 حين كان اليقين في الهزيمة بعد اقسي هزيمة لمصر في تاريخها في 1967 وحديثا تستنزف العراق ....المستنزفة أصلا قوات أمريكا التي لم تجد صعوبة في دخول العراق في ثلاثة أسابيع .................حتى أمريكا التي تملا الدنيا بجبروتها لم يطلقها على العالم إلا مأساة بيرل هاربر التي راح ضحيتها الاف الجنود الأمريكان في عرض البحر ثم لم يقم ثورتها الجديدة إلا مصرع الآلاف من أبنائها في 11 سبتمبر ....مع الفارق ولكن هذه نقطة أخرى
يقولون أن الشاعر إذا لم يشعر بالحزن ويقع تحت تجربة مريرة لا يخرج شعره صادقا و أن العالم مالم يقض أوقاتا مضنية مع تجارب فاشلة لا لنجح في اختراعة وأنا أضيف – لو سمحتولي – وأن الإنسان لا يصبح إنسانا إلا في الشدة أما في غيرها فالناس سواسية
شاهدت من يومين فيلم ملكة جمال صن شاين الصغيرة أو little miss sunshine
وتوقفت أمام ديالوج رائع جدا جدا بين ابن صدم من الفشل حين اكتشف أن لديه عمى ألوان يمنعه من دخول أكاديمية الطيران وعمه
الابن : اتمنى لو أنام فاستيقذ لأجد نفسي وقد بلغت 18 عاما وقد انتهت سنوات الدراسة
الخال: اتعرف مارسيل بروست
الابن :اجل لقد كنا ندرسه
الخال: كاتب فرنسي فاشل كليا لم يحظ يوما بوظيفة شاذ له غراميات كثيرة غير متبادلة .....و امضى 20 عاما من حياته يؤلف لكتابا لم يقرؤه أحد..............ولكنه الآن ربما مثل شيكسبير...............على أيه حال هذا الرجل في نهاية حياته نظر ورائه واكتشف أن كل تلك السنوات التعيسة التي مضت كانت أسعد لحظات حياته لأنها هي التي صنعت شخصيته ......أما عن سنوات سعادته فيما بعد فكلها أيام مهدرة لم يتعلم منها شئ
لذلك لو نمت حتى ال18 فكر في المعانة التي ستفوتها....إنها سنوات المعاناة القصوي لشاب مثلك المذاكرة والامتحانات
الابن: تبا لمسابقات ملكات الجمال.......الحياة مجرد مسابقات ملكات جمال الواحدة تلو الأخرى
تبا لأكاديمية القوات الجوية لو أردت الطيران سأجد طريقة لذلك.
فعلا إن التخبط والفشل الذين نعاني منهم الآن في مصر هم فرصة لنا علينا أن نحمد الله عليها إنها الفرصة لكي يعلو من يعلو ويهبط من يهبط إن المحن هي مصنع الرجال وليس العلم والمعرفة فعلم الاف السنين لا يوازي تجربة واحدة مريرة
إنني أدعو الناس للنفاؤل ليس لأان الغد أجمل لا .......و ليست الفكرة في أن يكون جميلا أصلا ولكن للتفاؤل في غد نكون فيه أكثر خبرة بعد الأزمات التي نعبرها الآن ويكون جيلنا هو الآخذ بزمام الأمور ونتعرض وقتها للشدائد ونتصدي لها ونحاول أن نأتي بعصر عزة وسعادة.....أما أن يأتي أولا يأتي فليس تلك المشكلة لأن الدائرة ستدور من جديد.
هل تعلمون ما هو أفضل عصور المسلمين لقد كان عصر عمر ...لماذا لأن عمر تولى وقد كان الناس كارهة لحكمه لشهرته بالبطش ثم أنه تولي البلاد والجيش يوشك أن يلتحم مع الروم الطامحين في إزالة الامبراطورية الوليدة في اليرموك وبعد انتهاء المعركة بالنصر وفتح الشام ومن بعدها بيت المقدس كانت هناك معركة أخري في الشرق مع رستم الذي جهز جيوشة للانقضاض على الجزيرة وما ان انتهت تلك الحرب حتى هرب الفرس إلى ايران وبدأو اعادة قوتهم فذهب الجيش لينتصر عليهم في نهاوند ويفرق شملهم ليأتي ليجد بركانا قد تفجر حول المدينة ومجاعة قاتلة تحيط بالناس و امير المؤمنين نفسه لا يجد طعاما يكفيه وفي خضم هذا يبدأ جفاف الأرض و ينقطع المطر وتبدا الحالة الاقتصادية في الانهيار ومع ذلك تجهز الجيوش لفتح مصر والتي يبعث إليها الروم بخيرة جيوشهم فتظل الاسكندرية محاصرة لفترة طويلة وفي النهايه تفتح الاسكندرية بابها ويخل عمرو بن العاص مصر فاتحا ويأتي المدد إلى الخليفة من خيرات مصر لا يلبث أن يبدأ إفساد بعض الولاة أن يبدأ فيقيم عمر نظمه الإدارية والقانونية لمحاسبة الولاة حتى إذا ما هدأت الحياة واستراحت النفوس قليلا من كل تلك المصاعب المتتالية مات عمر مسموما على يد ابي لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله. وهكذا تنتهى القصة نهاية تعيسة تكون بداية لقصص آخري وهكذا
فالشاهد هنا أن عصر عمر ليس كما يبدو لبعض الناس عصر فتوح وتنعم وسلطان وووووو بل عصر أزمات صنعت أبطالا .................. وهكذا الأزمات دائما تنضح عما في النفوس فإما رجال وأبطالا وإما جبناء أما الحياة الهانئة الرغدة فهي تساوي بين الجميع وتنزل بالجميع الى هاوية سحيقة من الخمول لا يفوقون منها إلا بأزمة أخرى لتبدأ الحكاية من جديد
وصدق الله العظيم إذ يقول (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
ويقول ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إلا إن نصر الله قريب)
وأنا كنت أظن حتى فترة قريبا أن الابتلاء شئ سئ فإذا به أفضل ما يحدث للإنسان بل هو ما يجعله إنسانا متفوقا بتجاربة وآلامه و خبراته وقادرا على تحسين وضعه حتى يأتيه اختبار آخر ومعاناة أخرى تعلي من شأنه وهكذا
اللهم الهمنا الحق في مواجهة أزماتنا
وقديما جاء الإسلام الينا في ظروف حالكة حتى إذا ما تحسنت الأوضاع أيام ذو النورين - رضي الله عنه رغم أي أنف حقير- بدأ المسير الى الهاوية
وقديما قال نوح (رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا)فلما تحقق دعاؤه لم يزد ذلك الأرض إلا تحول أبناء المؤمنين إلى الكفر.
وقديما جاء ابو حنيفة و الشافعي وابن حنبل في أيام الانقلابات العسكرية والدسائس بين الأمين والمأمون وفتنة خلق القرآن
وقديما جاء رواة الحديث البخاري ومسلم والنسائي وابو داوود و البيهقي في وقت انهيار الدولة العباسية الأولى
وقديما جاء العز بن عبد السلام و ابن تيمية وابن القيم في عصر التتار حيث القتل بالآلاف والجرحى بالملاييين والفتنة على أشدها
وقديما ظهر صلاح الدين ليحرر القدس وظهر يوسف ابن تاشفين ليعيد الأندلس من أيدي الفونس السادس وجاء قطز ليهزم التتار
وحديثا..... لم ينتصر المصريون منذ ايام محمد على إلا في 1973 حين كان اليقين في الهزيمة بعد اقسي هزيمة لمصر في تاريخها في 1967 وحديثا تستنزف العراق ....المستنزفة أصلا قوات أمريكا التي لم تجد صعوبة في دخول العراق في ثلاثة أسابيع .................حتى أمريكا التي تملا الدنيا بجبروتها لم يطلقها على العالم إلا مأساة بيرل هاربر التي راح ضحيتها الاف الجنود الأمريكان في عرض البحر ثم لم يقم ثورتها الجديدة إلا مصرع الآلاف من أبنائها في 11 سبتمبر ....مع الفارق ولكن هذه نقطة أخرى
يقولون أن الشاعر إذا لم يشعر بالحزن ويقع تحت تجربة مريرة لا يخرج شعره صادقا و أن العالم مالم يقض أوقاتا مضنية مع تجارب فاشلة لا لنجح في اختراعة وأنا أضيف – لو سمحتولي – وأن الإنسان لا يصبح إنسانا إلا في الشدة أما في غيرها فالناس سواسية
شاهدت من يومين فيلم ملكة جمال صن شاين الصغيرة أو little miss sunshine
وتوقفت أمام ديالوج رائع جدا جدا بين ابن صدم من الفشل حين اكتشف أن لديه عمى ألوان يمنعه من دخول أكاديمية الطيران وعمه
الابن : اتمنى لو أنام فاستيقذ لأجد نفسي وقد بلغت 18 عاما وقد انتهت سنوات الدراسة
الخال: اتعرف مارسيل بروست
الابن :اجل لقد كنا ندرسه
الخال: كاتب فرنسي فاشل كليا لم يحظ يوما بوظيفة شاذ له غراميات كثيرة غير متبادلة .....و امضى 20 عاما من حياته يؤلف لكتابا لم يقرؤه أحد..............ولكنه الآن ربما مثل شيكسبير...............على أيه حال هذا الرجل في نهاية حياته نظر ورائه واكتشف أن كل تلك السنوات التعيسة التي مضت كانت أسعد لحظات حياته لأنها هي التي صنعت شخصيته ......أما عن سنوات سعادته فيما بعد فكلها أيام مهدرة لم يتعلم منها شئ
لذلك لو نمت حتى ال18 فكر في المعانة التي ستفوتها....إنها سنوات المعاناة القصوي لشاب مثلك المذاكرة والامتحانات
الابن: تبا لمسابقات ملكات الجمال.......الحياة مجرد مسابقات ملكات جمال الواحدة تلو الأخرى
تبا لأكاديمية القوات الجوية لو أردت الطيران سأجد طريقة لذلك.
فعلا إن التخبط والفشل الذين نعاني منهم الآن في مصر هم فرصة لنا علينا أن نحمد الله عليها إنها الفرصة لكي يعلو من يعلو ويهبط من يهبط إن المحن هي مصنع الرجال وليس العلم والمعرفة فعلم الاف السنين لا يوازي تجربة واحدة مريرة
إنني أدعو الناس للنفاؤل ليس لأان الغد أجمل لا .......و ليست الفكرة في أن يكون جميلا أصلا ولكن للتفاؤل في غد نكون فيه أكثر خبرة بعد الأزمات التي نعبرها الآن ويكون جيلنا هو الآخذ بزمام الأمور ونتعرض وقتها للشدائد ونتصدي لها ونحاول أن نأتي بعصر عزة وسعادة.....أما أن يأتي أولا يأتي فليس تلك المشكلة لأن الدائرة ستدور من جديد.
هل تعلمون ما هو أفضل عصور المسلمين لقد كان عصر عمر ...لماذا لأن عمر تولى وقد كان الناس كارهة لحكمه لشهرته بالبطش ثم أنه تولي البلاد والجيش يوشك أن يلتحم مع الروم الطامحين في إزالة الامبراطورية الوليدة في اليرموك وبعد انتهاء المعركة بالنصر وفتح الشام ومن بعدها بيت المقدس كانت هناك معركة أخري في الشرق مع رستم الذي جهز جيوشة للانقضاض على الجزيرة وما ان انتهت تلك الحرب حتى هرب الفرس إلى ايران وبدأو اعادة قوتهم فذهب الجيش لينتصر عليهم في نهاوند ويفرق شملهم ليأتي ليجد بركانا قد تفجر حول المدينة ومجاعة قاتلة تحيط بالناس و امير المؤمنين نفسه لا يجد طعاما يكفيه وفي خضم هذا يبدأ جفاف الأرض و ينقطع المطر وتبدا الحالة الاقتصادية في الانهيار ومع ذلك تجهز الجيوش لفتح مصر والتي يبعث إليها الروم بخيرة جيوشهم فتظل الاسكندرية محاصرة لفترة طويلة وفي النهايه تفتح الاسكندرية بابها ويخل عمرو بن العاص مصر فاتحا ويأتي المدد إلى الخليفة من خيرات مصر لا يلبث أن يبدأ إفساد بعض الولاة أن يبدأ فيقيم عمر نظمه الإدارية والقانونية لمحاسبة الولاة حتى إذا ما هدأت الحياة واستراحت النفوس قليلا من كل تلك المصاعب المتتالية مات عمر مسموما على يد ابي لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله. وهكذا تنتهى القصة نهاية تعيسة تكون بداية لقصص آخري وهكذا
فالشاهد هنا أن عصر عمر ليس كما يبدو لبعض الناس عصر فتوح وتنعم وسلطان وووووو بل عصر أزمات صنعت أبطالا .................. وهكذا الأزمات دائما تنضح عما في النفوس فإما رجال وأبطالا وإما جبناء أما الحياة الهانئة الرغدة فهي تساوي بين الجميع وتنزل بالجميع الى هاوية سحيقة من الخمول لا يفوقون منها إلا بأزمة أخرى لتبدأ الحكاية من جديد
وصدق الله العظيم إذ يقول (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
ويقول ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إلا إن نصر الله قريب)
وأنا كنت أظن حتى فترة قريبا أن الابتلاء شئ سئ فإذا به أفضل ما يحدث للإنسان بل هو ما يجعله إنسانا متفوقا بتجاربة وآلامه و خبراته وقادرا على تحسين وضعه حتى يأتيه اختبار آخر ومعاناة أخرى تعلي من شأنه وهكذا
اللهم الهمنا الحق في مواجهة أزماتنا
6 Comments:
نني أدعو الناس للنفاؤل ليس لأان الغد أجمل لا .......و ليست الفكرة في أن يكون جميلا أصلا ولكن للتفاؤل في غد نكون فيه أكثر خبرة بعد الأزمات التي نعبرها الآن
ana 2awel ma 2aret eny ad3o lel taf2ol 2olt el wad dah malo keda taf2ol ih we bet3 ih bs b3ed keda etmzekt awii min el gomla el b3deiha
fe3lan e7na benktseb 7'ebra tol lma ben3esh we aked el 7;ebra 7ats3dna fe egtiaz azmat el mostakblia
bs ih ya ebni el makal el gamed dah we betstshed min el tare7' el islami we english film bravo
عامر بني ادم .
بجد ما قرأت الان من اجمل ما قرأت من مقالات مؤخرا ، احييك بشدة عليه فتلك احد المرات التي اتمنى فيه انا اكون قد كتبت هذا بنفسي ، مش باحقد عليك يا عم ماتخافش ما شاء الله عليك يعني :)
حبيت احييك بس دلوقتي و لما اجهز رد هارد عليه لاني بكتبلك دلوقتي و انا لسة واصل المكتب و لسة بقا النسكافيه البلاك هايطلع و الحاجات دي اللي هافوق بعدها لاكتشف ان قرات مقال غير الذي علقت عليه .. يحدث لي هذا كثيرا مؤخرا .
يلا ابقى مر علينا من حين لاخر يا سيدي :)
سلام عليكم
u huv been tagged
http://maa3lina.blogspot.com/2007/02/i-huv-been-tagged.html
تملي كنت بقول ان دماغك دي من انضف الادمغة اللي موجودة لكن انت دافن نفسك بالحياة
احييك علي تظرة التفائل اللممتلئة بالنظرة الفلسفية
بجد مقالة جميلة و متفقا معها في كل شئ
تحياتي اليك
:) رائعة مقالتك فعلا بني آدم
جميله جدا
أعجبني كثيرا الديالوج بين الشاب وخاله
فعلا .. لن نصنع حياتنا وتاريخنا ومستقبلنا الا بما سنعاني فيه
وجميلة فكرتك عن عهد عمر
لك مني سلام
buy tramadol rx buy tramadol in us - buy tramadol online by cod
Post a Comment
<< Home